هل تنمي الألعاب الغباء؟ ما تأثير الألعاب الإلكترونية على الذهن، وكيف يرى الحقائق من حوله؟

تعود النسخة الأولى من الألعاب الإلكترونية إلى الأربعينيات من القرن الماضي إلا أنها ظلت حبيسة في المختبرات العلمية قبل أن تدخل للبيوت بظهور أول منصة ألعاب تعمل على التلفاز عام 1972. تستخدم الألعاب الإلكترونية حاليا على منصات مختلفة مثل الحواسيب وأجهزة الموبايل وتستخدم لأغراض متنوعة من قبل العلماء والجيوش وبالطبع لديها جمهور عريض من الكبار والصغار.

في الشهر التالي لإصدارها، حققت لعبة الفيديو Call of Duty ما يعادل 68000 سنة من ساعات اللعب على مستوى العالم. عام 2018 بلغت عائدات أكبر 25 شركة ألعاب حوالي 100 مليار دولار وهذا العام قد يصل جمهور اللاعبين لأكثر من 2.7 مليار لاعب. أكثر شريحة عمرية من اللاعبين هي الواقعة بين 18 و 29 عام ولا تزيد شريحة ما دون 18 عام عن 18%.

لا يوجد ما يربط ألعاب الفيديو بالغباء كما لا يوجد علاقة بين ألعاب الفيديو -حتى العنيفة منها- والعنف البدني في الواقع وإن ظهرت تأثيرات تمثلت في سلوكيات أو أفكار غاضبة وحادة. حدث جدل كبير في الولايات المتحدة دور ألعاب الفيديو العنيفة في حوادث إطلاق النار المتكررة إلا أنه لم توجد أية أدلة أو دراسات علمية ربطت بين الأمرين.

ترتبط ألعاب الفيديو بعدد من النتائج السلبية، مثل البدانة والعدوانية والسلوك غير الاجتماعي، وفي الحالات المتطرفة.. الإدمان. وفي الوقت نفسه، فإن الأدلة على الآثار الإيجابية لممارسة ألعاب الفيديو على الدماغ في تزايد مستمر.

عام 2017 قدمت ورقة بحثية تحليلا ل 116 دراسة علمية عن تأثير ألعاب الفيديو فوجدوا أن ألعاب الفيديو يمكن أن تغير من كيفية أداء الدماغ، وحتى هيكله، كما يمكنها أن تؤثر على اهتماماتنا. وكشفت النتائج عن أن مناطق الدماغ المشاركة في عمليات الاهتمام والمكافأة والتحفيز الذاتي أكثر كفاءة لدى مَن يمارسون ألعاب الفيديو. تدعم ألعاب الفيديو مناطق الدماغ المتعلقة بالذاكرة المكانية وكفاءتها. يمكن الاستفادة من التأثيرات الإيجابية لألعاب الفيديو في أنشطة متعددة، كالملاحة، والكيمياء البحثية، والتصميم المعماري. في بعض الألعاب التي جرى تصميمها خصيصا لتعزيز السلوك الإيجابي أظهر اللاعبون ميلا أكبر من غيرهم لمساعدة شخص آخر بعد حادث مؤسف، أو حتى للتدخل عند تعرض فرد للمضايقة والتحرش.

لتجاوز أي آثار سلبية محتملة لألعاب الفيديو يحتاج الأمر لمعادلة متوازنة باستخدام الألعاب المناسبة للفئة العمرية ولوقت معقول حتى لا يُحبس الأطفال داخل الشاشات بعيدا عن ممارسة الحياة في الواقع. من المهم أن يكون استخدام الأطفال لألعاب الفيديو تحت توجيه الآباء وأن يلاحظ الآباء سلوكيات الأطفال أثناء اللعب وبعده. يُفضل البدأ ومن عُمر مبكر في النقاش مع الأطفال حول وقت الشاشات وتنظيمه كما ونوعا، وخاصة أن دراسات عدة توصي بألا يزيد وقت الشاشات للأطفال ما بين 2 و 5 سنوات عن ساعة واحدة باليوم.

هناك بعض المواقع التي يمكن أن تساعدكم للحصول على الفئة العمرية المناسبة لكل لعبة و تقييم اللعبة وآراء الآباء والأطفال عنها، مع ملاحظة أن هذه الألعاب قد ترسخ لسلوكيات وقيم لا تتوافق مع ثقافتنا العربية حيث أنها في النهاية منتج ثقافي كغيرها من المنتجات الثقافية كالأفلام والبرامج التليفزيونية والكتب.

- تقييمات للألعاب ومحتواها.

https://www.esrb.org/

- تقييمات للألعاب ومحتواها وتجارب الآباء والأطفال معها.

https://www.commonsensemedia.org/game-reviews

أنا عموما مهتم بالتكنولوجيا وتأثيراتها علينا وعلى مجتمعاتنا وبيوتنا، وأتمنى لو أضفتم أية تساؤلات لديكم عن هذا الملف لنتعلم عنه أكثر سويا.

مشاهدات مقترحة:

- Can Video Games Make You Smarter?

https://www.youtube.com/watch?v=OOsqkQytHOs

- A brief history of video games

https://www.youtube.com/watch?v=x24KoVNliMk

- Do Video Games Make You Violent

https://www.youtube.com/watch?v=-ixUGwk6IC8

- Your brain on video games | Daphne Bavelier

https://www.youtube.com/watch?v=FktsFcooIG8

مصادر وقراءات مقترحة:

- الألعاب لمنفعتك

https://arabicedition.nature.com/journal/2013/04/494425a/%D8%AA%D8%AF%D8%B1%D9%8A%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D9%84:-%D8%A3%D9%84%D8%B9%D8%A7%D8%A8-%D9%84%D9%85%D9%86%D9%81%D8%B9%D8%AA%D9%83-

- ألعاب الفيديو تزيد كفاءة الدماغ

https://www.scientificamerican.com/arabic/articles/news/video-games-can-increase-brain-efficiency/

- Screen Time

https://www.commonsensemedia.org/screen-time/how-much-screen-time-is-ok-for-my-kids

- Video game play may provide learning, health, social benefits, review finds

https://www.apa.org/monitor/2014/02/video-game

- Playing Video Games Makes Us Fully Human

https://nautil.us/issue/73/play/playing-video-games-makes-us-fully-human