ما هي يا ترى أصعب الدروس التي قد تكون تعلّمتها في 2020؟

كانت سنة 2020 صعبة بشكل استثنائي لنا جميعًا، وبلاشك جعلتنا نتعلّم دروس مهمة في الحياة.

أنت تشاهد إجابة منفردة، يمكنك استخدام الزر المجاور لتصفح جميع الإجابات.

اطلع على جميع الإجابات

في الحقيقة كانت سنة مليئة بالكثير من الفشل، وكما أقول: الفشل هو أستاذي الأكبر..

دعوني أذكر لكم كيف كانت سنتي، لا أذكرها لأنه تستحق أن تُذكر، لكن لكونها تحمل الكثير من الدروس..

بدأت سنتي بالاشتراك في برنامجي البناء المنهجي وصناعة المحاور.. وهما أول شيء منهجي أشترك فيه، فحياتي قبل ذالك كانت عشوائية أكثر من الآن..

للأسف كنت أنساق وراء كل جديد، كتاب أو مقالة أو سلسلة ما، ولا أنهي وأفعل ما يجب علي في وقتي هذا.. كثيرًا ما كنت أترك واجباتي في يومي وأسبوعي وأفعل شيء آخر.. ويكون مصير واجباتي هو في نهاية الدورة أو اقتراب الإختبار، تجدني أفرغ لها أسبوع كامل قبله..

كذلك كنت عشوائي في المذاكرة.. غير مرتب، غير متدرج.. لا اقرأ ما علي كما يجب..

أحبت أن ادرس العلوم الانسانية، ورغم كوني منشغل تمام الانشغال، لكن مع إعلان نماء لفتح دوراتها مجانًا، وجدتني أشترك فيها...

فكنت في سنتي هذا في كليتي، وفي برنامجي البناء والمحاور.. وفي دورات نماء للعلوم الإنسانية.. بالاضاقة إلى كوني لا أترك شيء أمامي إلا أن أتوهم أنني يجب أن أفعله.. فاترك انشغالاتي وافعل ذلك..

ولكي أصدق معك.. كنت مجرد متلقي وفقط وغير متفاعل مع المواد، أنجزت واستمع لساعات طويلة.. لكن ليس هذا التعلم..

ساعدني بالتأكيد أن كنت في بيتي طول اليوم منذ جائحة كورونا.. لكن كانت مجرد عشوائية وقعها فيي لم تكن كما يجب..

أسمع هذا واقرأ آخر، دون أدنى إتقان ومحاولة لزيادة الفهم..

كنت أسمع دورة نماء ما يقارب ال ٢٥ ساعة في مدة وجيزة ولا اذاكر البناء ولا المحاور.. وكنت ادخل اختباري وانجح فيه لكن دون ألمام بما يجب أن ألم به..

فكان مجرد وهم أنني أتعلم.. وما كان هذا هو العلم!

ولو تعلمت شيء من هذه السنة فأهمها الآتي:

- النظام ووضع خطة والسير عليها، أفضل بكثير من العشوائية..

العشوائية مهلكة، تفعل ما أمامك ولا تعلم لماذا تفعله، تُدخل لرأسك الكثير والكثير، دون أدنى أكتراث لترتيب تلك المعلومات ووضعها في مكانها.. وهذا يولد نتاج صغير جذًا..

أما الخطط والنظام والسير في طريق واضح المعالم، يجعل نتاجك وما تراه في نفسك كبير..

- العادات هي الضامن الوحيد لاستمرار سيرك..

رغم كون تكوين العادات ومحاولة التأقلم معها شيء صعب، لكن هي الضامن الوحيد لك لاستمرار سيرك، فهي تنظم لك يومك دون تضيع الكثير من الوقت في محاولة معرفة ماذا يجي أن تفعل.. هي قوالبك الجاهزة التي تعيش بها يومك..

وكما قال سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أدومه وأن قل..

- الإتقان أهم بكثير من الكثرة..

" أن أقرأ كتاب ثلاث مرات خيرًا لي من قراءة ثلاثة كتب"

أظنها كانت للعقاد.. فالاتقان أهم من فعل الكثير من الأشياء دون ترسيخها في نفسك..

- الفرص كثيرة.. لكن إن أمتلكت فرصة فلا تنظر لأخرى فتفقد الإثنين..

في حياتي كطالب علم أجد الكثير والكثير من الدورات المجانية محدودة الوقت.. فأحتار في اختيار أيهم، ودون أدنى تركيز واختيار الأهم أجدني أختار أكثر من شيء، وفي محاولة فعل الاثنين أجدني أقصر فيهم واتركهم الاثنين دون تكملة..

لذلك أمتلك فرصة ما، أو ما يسعك أن تفعل ولا تنشغل بفرص أخرى حتى تفرغ..

- لا تلتفت.. فكثرة الالتفات تنسيك الطريق..

في حياتنا كشباب ملهياتنا كثيرة.. من السوشيال ميديا وغيرها.. فتجدنا نقضي أكثر أوقاتنا فيها..

وربما نتوهم في بعض الأحيان أن الإشتراك والانغماس في الواقع السريع هو شيء مهم!

- قد أفلح من زكاها..

كمسلم أتناسى تزكية نفسي ومحاولة أصلاح ما يعتريها من خلل.. فتجدها تثقل بي مع الطريق ولا ادري لما.. ولا أعلم أنها تحمل الكثير من الأمراض التي يجب أن تعالج..

- العجلة في العلم مهلكة..

سر ببطء، لا تتعجل في تحصيل شيء، أعطي كل شيء حقه ووقته.. ولا تتعجل في قطف ثمرة شجرتك، فتجدها ما زالت في طور نضوجها، فلا تنفعك وتجدها قد ذبلت منك.

- أخيرًا، لا تتعلق..

نتعلق بالكثير من الأشياء في هذه الدنيا، وعند فقدها تجد الحزن يعترينا، وحتى وهو جانبنا تجدنا نقلل كثير على الفقد.. فلا تتعلق.

.

أعلم يا صديقي أن هي مجرد نصائح، وربما تقلل منها، لكن كما يقولون خذها من مجرب.. وها هي خلاصة ما تعلمته من تجربتي خلال سنة جميلة وعادلة..

ربما لا تتقبل تلك النصائح، وكما يقول الغزالي لتلميذه في "أيها الولد" : والنصيحة سهل، والمشكل قبولها.

كتبتها مخاطباً نفسي.

اطرح سؤالك على مجتمع التعلم واحصل على أجوبة من خبراء

الإشعارات

أغلق
جار تحميل المزيد
لا توجد إشعارات